السومريون
من هم ومن أين جاؤوا ؟ وليد محمد الشبيـبي – بغداد 1993
عن قضية مجيء السومريين الى وادي
الرافدين وزمن هجرتهم فهناك أحتمالات عديدة لا توجد مبررات حضارية وتأريخية لتفضيل
أحدها على الاخر والاخذ به، فمن هذه الاحتمالات أن السومريين لم يأتوا من جهات بعيدة
خارج القطر ، وانما كانوا أحد الاقوام الذين عاشوا في مكان ما من وادي الرافدين في
عصور ما قبل التاريخ ثم أستقروا في السهل الرسوبي منه في حدود الالف الخامس ق. م
أو بعد ذلك الزمن عندما أصبح هذا السهل الرسوبي صالحا للسكنى، وأنهم لم يكونوا
المستوطنين الوحيدين آنذاك، على أن هناك جماعة من الباحثين تحدد مجيء السومريين
الى السهل الرسوبي في أواخر العصر (الحجري ـ المعدني)(النصف الثاني من دور الوركاء
ودور جمدة نصّر) ومن هؤلاء الجماعة من يعيد الموطن الذي نزح منه السومريين بأنه
أرض جبلية ولذلك نراهم، على حد زعم هذه الجماعة، يقيمون معابدهم فوق مرتفعات
أصطناعية (هي الابراج المدرجة أو الزقورات)، وخصص البعض ذلك الموطن في الجهات
الشرقية مثل بلاد أيران معتمدين في أفتراضهم هذا على تشابه فخار دور (العبيد)،
وكان أقدم نوع من الفخار عثر عليه في السهل الرسوبي، مع فخار دور (سوسة)، ولكن
الاكتشافات الاثارية الحديثة أسفرت عن وجود فخار أقدم من فخار دور (العبيد) ونعني
بذلك فخار طور (أريدو)، كما أرتأت جماعة أخرى من الباحثين أن السومريين نزحوا من
وادي السند أو جنوبي بلوجستان، مستندين في ذلك الى التشابه الحضاري ما بين حضارة
هذا الوادي (حضارة هرابا وموهنجو دارو) وبين الحضارة السومرية، وأنهم جاءوا في
موجتين أو هجرتين، أحداها عن طريق البحر وعبر الخليج العربي والثانية برا عن طريق
أيران
.
وذهب بعض الباحثين الى أن
السومريين عندما جاءوا الى وادي الرافدين كانوا في بداية أمرهم يجاورون أصحاب
حضارة أرقى ومنها أقتبسوا عناصر ثقافتهم، بدليل ما نشأ عندهم من أدب بطولي أو
ملحمي بتأثير وهو نوع من الادب يظهر عادة عن الاقوام غير المتحضرة بتأثير جوارها
الى حضارات أرقى، مثل عصر البطولة اليوناني (الممثل بالالياذة والاوديسة) حينما
أتصل اليونان بحضارة الاقوام الايجية (ومركزها في جزيرة كريت) ومثل عصر البطولة
الذي نشأ عند برابرة أوروبا ابان جوارهم للحضارة الرومانية .. وهكذا يظهر مما
عرضناه، أن أصل السومريين ما زال غير معلوما بشكل أكيد وان كل ما قيل بشأن هذا
الموضوع لا يخرج عن نطاق التخمين والافتراضات وزيادة في القاء الضوء على هذا
الموضوع نورد أدناه آراء ثلة من المختصين من ذوي المكانة الرصينة في مجال علم
الاثار والدراسات اللغوية كي يستطيع القاريء الكريم الوقوف على مدى التباين في
آراء تلك المجموعة من المختصين وبالتالي يمكن أن يكوّن بدوره صورة واضحة عن هذا
الموضوع الشائك :
آراء الباحثين المختصين بخصوص أصل
السومريين
_____________________________________________________________________________________
رأي الاستاذ طه باقر
اذ يقول المرحوم الاستاذ طه باقر:
(( أن السومريين هم أحدى الجماعات المنحدرة من بعض الاقوام المحلية في وادي
الرافدين في عصور ما قبل التاريخ البعيدة وأنهم عرفوا بأسمهم الخاص أي السومريين
نسبة الى أسم الاقليم الذي أستوطنوه أخيرا في القسم الجنوبي من العراق، أي أن
التسمية لاحقة للاستيطان ومشتقة من أسم موضع جغرافي ولا تحمل مدلولا قوميا، يؤيد
هذا أن كثيرا من الاقوام التأريخية التي أشتهرت في وادي الرافدين وأسهمت في تكوين
حضارته وأحداث تأريخية سميت بأسم المواضع التي حلّت فيها مثل الاكديين نسبة الى
(أكد) أو (أكادة) العاصمة التي أسسها سرجون
الاكدي والبابليين نسبة الى مدينة بابل والاشوريين نسبة الى مدينة آشور على ما
يرجح، كما يمكن تتبع أصول الحضارة السومرية الى جذورها الاولى في عصور ما قبل
التاريخ مما نوهنا به مرارا)) ثم يردف قائلا : (( أن السومريين لم
يكونوا أقدم المستوطنين في السهل الرسوبي من جنوبي العراق بل جاوروا أقواما أخرى
وفي مقدمتهم الساميون، وبخلاف ما ذهب اليه البعض من نسبة الاصل الجبلي الخارجي الى
المهد الذي نزح منه السومريون، لا نجد في المآثر السومرية وعلى رأس ذلك آدابهم
وأساطيرهم وشعائرهم الدينية ما يشير الى أصل غريب عن بيئة وادي الرافدين الطبيعية،
ولا سيما القسم الرسوبي منه بل طابع حضارتهم المميز مشتق من بيئة نهرية ذات أحراش
وقصب ونخيل وأثل وطمى وغرين وفيضانات وسهول، الى غير ما هناك مما سبق أن نوهنا به
من أثر البيئة الطبيعية في حضارة وادي الرافدين)) ويؤكد الاستاذ طه باقر: (( ويبدو
مما عرضناه من آراء عن أصل السومريين ومهدهم أن ذلك من القضايا التي لم تستطع حلها
الدراسات اللغوية والآثارية وأن كل ما قيل ويقال بشأنها مجرد تخمين وأفتراضات لا
يمكن البرهنة عليه ولا رفضه بوجه قاطع )) .
_________________________________________________________________________________
رأي الخبير الآثاري هندكوك
أما هندكوك فيرجّح : (( أن
السومريين جاؤوا من المنطقة العيلامية البطائحية، حيث كان السومريون والعيلاميون
يتكلمون بلغة غريبة غير سامية وكلاهما ورث عن أجداد العيلاميين ثقافة واحدة مشتركة
وكلاهما أستعمل الكتابة المسمارية)) ولم يكتف هندكوك بهذا الرأي بل يذهب أبعد من
ذلك فيقول: (( أما ما يتعلق بالكتابة المسمارية فأننا لا نعلم من هو الذي أستعمل
الكتابة المسمارية قبل الاخر، أهم السومريون أم العيلاميون )) ؟
____________________________________________________________________________________
رأي المستشرق فرانكفورت
ويؤيد فرانكفورت ما جاء به هندكوك
ويقول: (( ولا يزال سكان المستنقعات في أيران الشرقية حتى اليوم يعيشون على شواطيء
البحيرة الكبيرة لنهر الكارون، وهم مثل عرب مستنقعات جنوب العراق، يبنون مراكب
واكواخ من قصب، ويصطادون السمك ويحتفظون بالجواميس والماشية ولا بد أن مثل هذه
الاحوال كانت سائدة في كثير من أنحاء فارس في هذه الفترة والمهاجرون من مثل هذه
المناطق يطونون دوما على أستعداد تام لمواجهة الحياة في منطقة كمنطقة دلتا
الفرات)) ويضيف فرانكفورت الى ذلك قوله: (( ان الخزف الذي صنعه السكان القدماء في
جنوب ما بين النهرين يبين أنهم جاؤوا به من فارس، وقد أحتفظوا بالبداية بالرسوم
الهندسية الشديدة التشابك التي كانوا يستعملونها في بلادهم الاصلية)) .
___________________________________________________________________________________
رأي الدكتور صموئيل كريمر
أما أستاذ السومريات كريمر فيدلي
برأيه في هذا الموضوع اذ يقول: (( ان من المؤكد الى درجة معقولة ان اوائل
المستوطنين في بلاد سومر لم يكونوا من السومريين ولا يأتي الدليل على هذا الرأي من
مصادر آثارية أو أنثروبولوجية التي هي في الواقع غامضة وغير حاسمة بالنسبة لهذا
الموضوع ولكنه يأتي من الادلة اللغوية، أن أسمي النهرين اللذين يهبان الحياة لبلاد
سومر دجلة والفرات، أو ( ايديجلات ـ Idiglat) وبورانون ـ Buranun) كما يقرآن في المسمارية كلمتان غير
سومريتين كما أن أسماء أهم مراكز بلاد سومر (أريدو) (أور) (لارسا) (ادب) (كولاب) (لكش) (نيبور) (كيش) كلمات ليس
لها أصل لغوي سومري مقنع)) ويخلص كريمر الى القول ((ومهما كان
الامر فأنه من المحتمل جدا أن السومريين أنفسهم لم يصلوا الى بلاد سومر الا في وقت
ما في النصف الثاني من الالف الرابع قبل الميلاد أما أين كان موطنهم الاصلي فأنه
أمر ما زال غير مؤكد تماما)) .
_______________________________________________________________________________________
رأي الدكتور فاضل عبد الواحد علي
(أستاذ السومريات في جامعة بغداد)
أما د.فاضل عبد الواحد فيعلق على
هذا الموضوع قائلا: (( ان هذه الاراء وغيرها مما قيل بخصوص أصل السومريين بقيت في
نطاق التخمين والافتراض ولم يحظ أي منها في يوم من الايام بقبول الاغلبية من علماء
الاثار، وفي أعتقادنا أنه ليس هناك ما يبرر الافتراض القائل بهجرة السومريين من
بلد آخر الى جنوب وادي الرافدين، صحيح أن هناك خصائص أو عناصر مميزة للحضارة
السومرية لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تلك العناصر جاء بها السومريون معهم من خارج
القطر والشيء المنطقي هو أن نفترض بأن هذه العناصر المميزة للحضارة السومرية التي
نشاهدها في عصر الوركاء (3500ـ 3000 ق.م) عبارة عن نتيجة وأمتداد طبيعيين لمدنيات
عصور ما قبل التاريخ الاخرى التي سبقت هذا العصر مثل حسونة وسامراء وحلف في شمال
القطر والعبيد(بضم العين وفتح الباء) في الجنوب، وبتعبير آخر أننا نرى قي
السومريين أمتدادا لاقوام عصور ما قبل التاريخ في وادي الرافدين وأنهم أنحدروا من
شمال القطر الى الجنوب وأستوطنوا في منطقة كانت على الارجح تعرف بأسم (سومر) والتي
عرف السومريون بأسمها في العصور التأريخية اللاحقة)) .
__________________________________________________________________________________
رأي الدكتور أحمد سوسة
أما د. أحمد سوسة فيقول عن السومريين: ((
أن السومريين لم يكونوا أقدم المستوطنين في وادي الرافدين، بمعنى أن هناك أقواما
أخرى سبقتهم في الاستيطان وفي مقدمتهم الساميون ))، كما يقول (( أن السومريين لا
يحملون دلالة قومية بمعنى أنهم لا يمثلون شعبا ذا عنصر معين ولكنهم يمثلون ثقافة
على أصح تعبير))، ثم يخلص الى القول(( أن لغة السومريين لغة أجنبية غريبة عن
المنطقة، فلا بد أن يكون السومريين قد جاؤوا بهذه اللغة من مكان غير وادي الرافدين
ذي اللغة السامية، والذي نرجحه أن هذا المكان هو منطقة عيلام البطائحية المجاورة
الى منطقة الاهوار في جنوبي العراق والمشابهة لها في بيئتها الطبيعية ونحن نعلم أن
أهل عيلام لم يكونوا من الساميين والارجح السومريين جاؤوا بلغتهم من مكان آخر غير
عيلام، ثم أستقروا في أهوار عيلام ومنها أنتقلوا الى أهوار العراق الواسعة
المجاورة التي لا توجد لها حدود تفصل بينها بدليل أن أصل السومريين أقرب الى حياة
الاهوار من حياة الريف )) .
_______________________________________________________________________________________
رأي د. فوزي رشيد: يقول الدكتور
فوزي رشيد
(اننا نعتقد بأنهم من سكان الاقسام
الشمالية من العراق جاؤوا الى القسم الجنوبي منه على شكل جماعات مهاجرة وذلك بسبب
تزايد السكان الذي حدث في الاقسام الشمالية اثناء حضارتي سامراء وحلف والذي أصبح
لا يتناسب وكمية المواد الغذائية التي تنتجها المنطقة فأدى هذا التزايد الى هجرة
الفائض ، وبعد كل هجرة يبدأ من جديد تزايد عدد السكان حتى يؤدي الى هجرة أخرى ، وكانت
كل جماعة مهاجرة تسكن في منطقة معينة من القسم الجنوبي ، والمناطق التي سكنتها هذه
الجماعات المهاجرة نمت وتطورت وكوّنت دويلات المدن السومرية المعروفة ، وبسبب كون
مجيء السومريين الى القسم الجنوبي من العراق قد حدث في فترة سبقت ظهور الكتابة فأن
اثبات ما ذكرناه بشكل قاطع أمر غير ممكن ).
_____________________________________________________________________________________
أن رأينا بهذا الخصوص يعتمد على
حقيقة عدم وجود أدلة قاطعة يمكن أن تدلنا عن أصل السومريين وزمن أستيطانهم جنوبي
العراق وكما رأينا أعلاه من تضارب الاراء حول تلك (المشكلة) والتي يجمع الباحثون
المختصون في النهاية ، ان ما جاؤوا به لا يتعدى آرائهم الخاصة والتي بلوروها بشكل
أو بآخر معتمدين على تخمينات ودلائل معينة ، فبعض الباحثين أعتمدوا في أرجاع
السومريين الى منطقة عيلام المجاورة على تشابه نمط حياة تلك المنطقتين وتشابه
الظروف الطبيعية فيهما بالاضافة الى غرابة لغتيهما عن السامية وكون السومريين
والعيلاميين من الاقوام غير السامية والبعض الاخر من الباحثين يعتمد على تشابه طرز
الفخار بين تلك المنطقتين في أرجاع أصل السومريين الى الاراضي الايرانية ، بل لم
يكتف الباحثون بذلك بل ذهب بعضهم الى أرجاع أصل السومريين الى هنغاريا وأوروبا
الوسطى تاركين لخيالهم الواسع الحكم في هذا المجال الشائك ، وحيث أنه لا يوجد دليل
على صحة ما جاؤوا به فالمنطق يفترض التفكير السليم في هذا المجال ، وبهذا فمن باب
أولى أن نفترض أن السومريين هم أمتداد لشعب عاش منذ أقدم العصور في وادي الرافدين
وأما ما يعتمد عليه الباحثون في تطور معين لارجاع أصل السومريين الى منطقة ما
بعيدة عن وادي الرافدين فنحن نقول أن كل ما حصل من تطور في جوانب معينة من حضارة
وادي الرافدين ما هو الا عبارة عن (معادلة) طبيعية معروفة ، وهو التطور الحاصل
نتيجة التطور الطبيعي البطيء المتواتر للحضارة بشكل عام ، فكون أن يصبح المعبد على
مصطبة يجعلنا نظن أن أصل السومريين جبلي يكون الامر مجرد أجتهاد واهم وكون تشابه
طرز الفخار في فترة ما نعتقد رجوع أصل السومريين الى أيران ذلك أيضا مجرد وهم وكون
وجود أسماء بعض المناطق في الخليج العربي في أساطير السومريين السحيقة في القدم
يجعلنا نتخذها كأساس لفرضية قدومهم من مكان ما في آسيا وصلوا الى جنوبي وادي
الرافدين عن طريق تلك المناطق الخليجية، ذلك أيضا لا يخرج عن نطاق التخمين الذيلم
يؤخذ به من قبل معظم الباحثين ، فكما قال الاستاذ طه باقر والدكتور جورج رو ، ان
كل ما جاءبه السومريين لا يخرج عن وادي الرافدين حتى في العودة الى الدلائل
الانثروبولوجية والاثارية وحتى اللغوية، فكون اللغة غريبة ولا يوجد ما يشابهها في
عائلة اللغات المعروفة لا يجعلنا نطلق فرضيات قد تكون مثيرة (للضحك) للغاية لا
تليق بمكانة الباحث العلمي الذي يجب أن يعتمد على الدلائل العلمية الرصينة وان لم
تساعده تلك فيجب أن لا يخرج عن المنطق العقلاني الذي ينأى بالباحث عن خياله الواسع
الخصب المثير مثل ما فعل د. بندنك بمؤلفه (الاعجوبة السومرية) ، فأي أفتراض منطقي
هذا الذي يرجع أصل السومريين الى هنغاريا أو الهنود الحمر (وهم في النصف الاخر من الكرة الارضية) أو
الباسفيك لمجرّد تشابه ضئيل جدا بين تلك اللغات واذا فرضنا جدلا بأنهم جاؤوا من
هنغاريا مثلا فما الذي يجعلهم يجتازون كل تلك المسافة كي يستوطنوا أرضا قاسية
المعيشة وهي الاهوار تاركين في طريقهم أراض مثلى للعيش فيها وبهذا فأنه ليس بوسع
أي باحث ان يثبت على رأي ما بهذا الخصوص خاصة الباحثين الذين يفترضون حصول هجرة ما
بعيدة للسومريين جاءت بهم الى جنوبي وادي الرافدين وان التفكير السليم الخالي من
العاطفة يجدر بنا أن نفترض أن كل ما في الامر ما هو الا تطّور ما قاد الى تلك
الدلائل التي أعتمد عليها الباحثون في أرجاع أصل السومريين الى خارج وادي الرافدين
، وان ذلك التطور قد حصل بشكل طبيعي متدرّج مما يؤكد أن أصل السومريين هو
أستيطانهم منذ أقدم العصور في وادي الرافدين وكما جاء به الاستاذ طه باقر والدكتور
فاضل عبد الواحد علي والدكتور فوزي رشيد والدكتور جورج رو (وبشكل ضمني) الدكتور
هاري ساكز ، هو نزوح السومريين من منطقة ما في وادي الرافدين ، ربما تكون شمالي
البلاد نتيجة لتزايد السكان وقلة الموارد بالنسبة الى عدد السكان ، وبالنهاية أن
الامر كله لا يعدو عن كونه مجرد أفتراضات تنتظر دليل علمي دامغ يثبت ما جاءت به من
نظريات ، وربما التنقيبات التي ستجري في المستقبل في المناطق المعنية ستساعدنا في
هذا المجال.